الاخبار الطبية

اتفاق دولي جديد لتعزيز الاستجابة العالمية للأوبئة المستقبلية

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الدول الأعضاء توصلت إلى اتفاق قانوني ملزم لتعزيز الاستعداد العالمي لمواجهة الأوبئة المستقبلية، في خطوة اعتُبرت تحولًا مهمًا في مسار التعاون الصحي الدولي.

جاء الاتفاق بعد أكثر من ثلاث سنوات من المفاوضات التي بدأت في أعقاب جائحة كوفيد-19، والتي كشفت عن ثغرات كبيرة في توزيع الموارد الصحية وغياب التنسيق الدولي. وسلطت الأزمة الضوء على تفاوت القدرات بين الدول، وعدم وجود إطار مشترك للاستجابة، مما أدى إلى خسائر بشرية واقتصادية جسيمة.

الاتفاق الجديد يشكّل إطارًا دوليًا ملزمًا يهدف إلى تجنّب تكرار الأزمات السابقة، ووضع قواعد واضحة للتعاون وتحقيق العدالة في توزيع الموارد، خصوصًا في الدول منخفضة الدخل أو ذات البنية الصحية الهشة. وهو يستند إلى مبدأ أن الوقاية والتأهب مسؤولية جماعية لا يمكن التعامل معها بشكل منفرد.


اتفاق دولي جديد لتعزيز الاستجابة العالمية للأوبئة المستقبلية

الاتفاق يتضمن التزامات رئيسية، من بينها:

  • تبادل المعلومات حول مسببات الأمراض، بما في ذلك البيانات الجينية والسريرية، لضمان الإنذار المبكر.
  • مشاركة الفوائد الناتجة عن الأبحاث (اللقاحات – العلاجات – البراءات)، لتقليل فجوة الوصول للابتكار الطبي.
  • تأسيس منصة عالمية لتوزيع الموارد الطبية خلال حالات الطوارئ، بما في ذلك معدات الحماية والتشخيص السريع.
  • تحسين سلاسل الإمداد الطبية على المستوى العالمي، وتعزيز القدرات التصنيعية في المناطق الأقل حظًا.
  • تمويل دائم لدعم الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، من خلال صندوق مشترك تشارك فيه الجهات المانحة.
  • آلية موحدة لمواجهة المعلومات المضللة، تشمل مراقبة المحتوى الإعلامي وتثقيف المجتمعات محليًا.

رغم التوافق العام، لا تزال بعض النقاط محل جدل بين الدول:

  • حدود إلزام الدول بتقديم بيانات حساسة خلال الطوارئ.
  • قواعد التعامل مع شركات الأدوية وبراءات الاختراع، خصوصًا في حالة تقاسم المعرفة الطبية.
  • مدى قدرة الدول النامية على تنفيذ التعهدات، في ظل تحديات البنية التحتية وضعف التمويل.

وقد انسحبت الولايات المتحدة مؤقتًا من المفاوضات، معربة عن قلقها بشأن بعض البنود، لكنها لم تعلن معارضتها النهائية للاتفاق.


قالت نينا شوالبي، خبيرة الصحة العامة:

“الاتفاق بمثابة لحظة تاريخية تؤسس لمرحلة جديدة من التضامن الصحي، وتحمل المسؤولية المشتركة في مواجهة التحديات المستقبلية.”

ورحبت به أيضًا UNAIDS، مشيرة إلى أنه “يُرسخ نهجًا عالميًا أكثر عدالة وشمولًا.”

دول الجنوب العالمي، مثل جنوب إفريقيا والبرازيل، دعمت الاتفاق بشدة، مع مطالبة بضمانات لتمويل مستدام ونقل التكنولوجيا دون قيود.


اتفاق دولي جديد لتعزيز الاستجابة العالمية للأوبئة المستقبلية
  • المفوضية الأوروبية وصفت الاتفاق بأنه “نقلة في الحوكمة الصحية العالمية”، وأكدت التزامها الكامل بتنفيذه.
  • البنك الدولي أعلن استعداده لدعم تنفيذ الاتفاق عبر تمويل جديد مخصص للطوارئ الصحية، خاصة في إفريقيا وآسيا.
  • تحالف GAVI دعا إلى تسريع الإجراءات التنفيذية وتحويل الاتفاق من إطار نظري إلى أثر ملموس عبر مشاريع ميدانية.

بدأت منظمة الصحة العالمية صياغة المشروع في 2021، عقب جائحة كورونا التي أبرزت قصورًا في النظام الصحي العالمي، خصوصًا في ما يتعلق بالإنذار المبكر وتوزيع اللقاحات.

استغرقت المفاوضات أكثر من عامين، بمشاركة 194 دولة، وواجهت تحديات تتعلق بالشفافية، السيادة، والعدالة في الوصول إلى الابتكار الطبي. وتم إجراء عشرات الاجتماعات الفنية والتقنية للوصول إلى نص توافقي.


يمثل الاتفاق خطوة استراتيجية للدول النامية، التي لطالما عانت من ضعف الموارد وقلة الوصول للابتكار الصحي. من أبرز مزايا الاتفاق:

  • الحصول على حصة مضمونة من اللقاحات والموارد خلال الأوبئة، بدلًا من الاعتماد على تبرعات طارئة.
  • الدعم الفني والتدريب للعاملين في الصحة العامة لتعزيز القدرات المحلية.
  • تطوير أنظمة تشخيص ومختبرات الإنذار المبكر، وربطها بالشبكات الدولية.
  • إدماجها في نظام عالمي لتبادل الخبرات والأبحاث، مما يتيح لها أن تكون جزءًا من الحل وليس المتلقي فقط.

اتفاق دولي جديد لتعزيز الاستجابة العالمية للأوبئة المستقبلية

يُعرض الاتفاق رسميًا للمصادقة خلال اجتماعات جمعية الصحة العالمية في مايو 2025. وفي حال إقراره، يصبح الاتفاق ملزمًا قانونيًا لجميع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية.

وسيشكل هذا الاتفاق ثاني إطار قانوني دولي في تاريخ المنظمة بعد اتفاق مكافحة التبغ (2003)، ويُتوقع أن يحدد ملامح الاستجابة الصحية العالمية لعقود قادمة.


يمثل الاتفاق خطوة غير مسبوقة نحو عالم صحي أكثر عدالة واستعدادًا. وإذا ما التزمت الدول ببنوده، فقد يشكّل هذا التحرك بداية عصر جديد من التعاون الشامل في وجه الأوبئة المستقبلية. كما يُعد مؤشرًا على رغبة الدول في بناء نظام صحي عالمي أكثر مرونة وإنصافًا واستباقية.

إخلاء المسؤولية الطبية – المرستان
إخلاء المسؤولية الطبية:
المحتوى على موقع المارستان مُخصص للتوعية فقط، ولا يُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية المتخصصة. يُرجى استشارة طبيب مختص قبل اتخاذ أي قرارات صحية. الموقع غير مسؤول عن أي استخدام غير صحيح للمعلومات الواردة.
صفحة إخلاء المسؤولية الكاملة

UNAIDS. (2025, April 16).
UNAIDS welcomes progress in global pandemic agreement. https://www.unaids.org/en/resources/presscentre/pressreleaseandstatementarchive/2025/april/20250416_pandemic-agreement

إشعار المراجعة العلمية – المارستان
تمت المراجعة من قبل فريق المراجعة العلمية بموقع المارستان
يخضع المحتوى الطبي في موقعنا لمراجعة دقيقة من قبل أطباء متخصصين للتأكد من دقته وحداثته وفق أحدث الإرشادات الطبية.
تعرف على عملية المراجعة العلمية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى