أعراض خشونة الظهر والاسباب والعلاج
هل تعلم أن ما يقارب 80% من الأشخاص حول العالم يعانون من آلام في الظهر خلال مرحلة ما من حياتهم وذلك وفقًا لما ذكرته مؤسسة مايو كلينك الطبية؟ فهذا الرقم الضخم يعكس مدى شيوع مشكلات العمود الفقري التي قد تبدأ بأعراض بسيطة وغير ملحوظة لكنها سرعان ما تتطور إلى حالات مزمنة تؤثر على نمط الحياة، ومن بين أكثر تلك الحالات انتشارًا تأتي أعراض خشونة الظهر، وهي حالة قد لا ينتبه لها الكثيرون في بدايتها رغم تأثيرها الكبير على نمط الحياة اليومية، والحركة، والقدرة على أداء المهام اليومية، وفي هذا المقال سوف نتناول هذه الحالة من زوايا متعددة، ونكشف لك عن أسباب آلام أسفل الظهر، والعوامل التي تساهم في ظهورها، وطرق التشخيص، وأهم الوسائل العلاجية لتكون على وعي تام بكل ما تحتاج إلى ملاحظته ومعرفته عن هذه المشكلة الصحية.

جدول محتويات المقال
ما هي أعراض خشونة الظهر؟
تعد خشونة الظهر من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب فقرات العمود الفقري نتيجة تآكل الغضاريف أو انخفاض السائل الزلالي بين الفقرات مما يؤدي إلى احتكاك مؤلم بين العظام، وقد تتفاقم الحالة تدريجيًا إن لم تشخص وتعالج في وقت مبكر، وبحسب موقع Cleveland Clinic فإن أعراض خشونة فقرات الظهر تختلف من شخص لآخر حسب درجة الخشونة وموقعها لكن هناك علامات شائعة يمكن الاستدلال بها، وإليكم أعراض خشونة الظهر:
- آلام أسفل الظهر يزداد مع الحركة أو الوقوف لفترات طويلة.
- تيبس في العمود الفقري خاصة في الصباح أو بعد الجلوس لفترات طويلة.
- صعوبة في الانحناء أو الالتفات نتيجة تقييد الحركة.
- شعور بالضغط أو الثقل أسفل الظهر.
- تنميل أو وخز في الأطراف السفلية أحيانًا إذا أثرت الخشونة على الأعصاب.
- ضعف في العضلات المحيطة بالظهر نتيجة قلة الحركة الناتجة عن الألم.
الأسباب الشائعة وراء الإصابة بخشونة الظهر
تعتبر اعراض خشونة الظهر مشكلة صحية قد يكون وراءها العديد من الأسباب والعوامل التي تتسبب في تآكل الغضاريف وتدهور حالتها، ويتفاوت تأثير هذه الأسباب حسب العمر، نمط الحياة، والحالة الصحية العامة للفرد، وحسب Mayo Clinic توجد عدة أسباب رئيسية قد تؤدي إلى الإصابة بخشونة الظهر، وأبرزها التقدم في العمر، الوزن الزائد، الإصابات السابقة، قلة النشاط البدني، والعوامل الوراثية.
التقدم في العمر
فمن أبرز العوامل التي تساهم في خشونة الظهر هو التقدم في العمر، فمع مرور الوقت تقل مرونة الغضاريف بين الفقرات وبالتالي يؤدي إلى تآكلها تدريجيًا، وهذا التآكل يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها البعض وهذا يسبب الألم والتيبس.
الوزن الزائد
السمنة والوزن الزائد من العوامل التي تزيد من الضغط على العمود الفقري، وهذا يسرع من حدوث خشونة الظهر، فالوزن الزائد يتسبب في زيادة الحمل على فقرات الظهر وبالتالي يؤدي إلى تلف الغضاريف بشكل أسرع من المعتاد.
الإصابات السابقة
الإصابات القديمة في الظهر مثل الكسور أو التواءات العمود الفقري ويمكن أن تكون سببًا رئيسيًا للإصابة بخشونة الظهر، وهذه الإصابات قد تتسبب في تلف الغضاريف وتؤثر على وظيفة المفاصل مما يزيد من احتمالية الإصابة بالأعراض بمرور الوقت.
قلة النشاط البدني
الجلوس لفترات طويلة وعدم ممارسة النشاط البدني بانتظام يؤدي إلى ضعف عضلات الظهر، وضعف العضلات يزيد من الضغط على المفاصل وهذا يساهم في تآكل الغضاريف وظهور الأعراض بشكل أسرع.
الفرق بين خشونة الظهر والانزلاق الغضروفي
رغم أن أعراض خشونة الظهر وأعراض الانزلاق الغضروفي قد تبدو متشابهة من حيث الألم والتيبس إلا أن الفرق بينهما واضح من حيث السبب وطبيعة الألم، فبحسب ما أوضح موقع Mayo Clinic تحدث خشونة الظهر نتيجة تآكل الغضاريف بين الفقرات واحتكاك العظام ببعضها وهذا يؤدي إلى ألم مزمن وتيبس تدريجي خاصة في الفترات الصباحية، بينما في حالة الانزلاق الغضروفي ينزلق جزء من الغضروف خارج مكانه الطبيعي ويضغط على الأعصاب المحيطة مما يسبب ألمًا حادًا ومفاجئًا غالبًا ما يصاحبه تنميل أو ضعف في الساقين.
أعراض الانزلاق الغضروفي البسيط
- ألم في اسفل الظهر أو الرقبة (حسب موقع الانزلاق)
- شعور بالتنميل أو الخدر في الأطراف (الذراعين أو الساقين)
- ضعف عضلي بسيط في منطقة الرقبة أو الظهر
- ألم يمتد من الظهر إلى الساق (عرق النسا)
- زيادة الألم عند الجلوس لفترات طويلة أو عند السعال والعطاس
- صعوبة محدودة في الحركة أو الانحناء

تأثير خشونة الظهر على الحركة اليومية والنشاط البدني
تعد خشونة الظهر من الحالات التي تؤثر بشكل ملحوظ على جودة الحياة اليومية إذ تعيق المصاب عن ممارسة أنشطته بشكل طبيعي خاصة مع التقدم في الحالة، فبحسب Cleveland Clinic فإن تآكل الغضاريف وتيبس المفاصل الناتج عن الخشونة يقلل من مرونة الجسم وقدرته على الحركة، وغالبًا ما يشعر المريض بـ أعراض خشونة الظهر عند أداء الحركات البسيطة مثل الانحناء أو الوقوف لفترات طويلة مما يسبب إجهادًا جسديًا ونفسيًا على المدى البعيد، وإليكم أبرز تلك التأثيرات:
- صعوبة الانحناء أو الالتفاف.
- ألم عند الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
- تيبس صباحي في الظهر.
- بطء في المشي والحركة.
- ضعف في مرونة العمود الفقري.
- الشعور بالإرهاق السريع أثناء النشاط البدني.
- صعوبة أداء التمارين الرياضية.
- تأثير سلبي على النوم بسبب الألم.
العلاقة بين خشونة الظهر وخشونة الركبة وخشونة الرقبة
يعد مرض خشونة المفاصل من المشكلات الصحية المنتشرة التي تصيب مناطق مختلفة من الجسم وأبرزها الظهر والركبتين والرقبة ، وفي كثير من الحالات يعاني المريض من مرض خشونة الفقرات في أكثر من منطقة في الوقت ذاته مما قد يؤثر بشكل مباشر على القدرة الحركية والنشاط البدني، ووفقًا لمايو كلينيك، فإن هناك عوامل مشتركة مثل التقدم في العمر، والوزن الزائد، وقلة النشاط البدني قد تلعب دورًا أساسيًا في الإصابة بخشونة المفاصل، بما في ذلك المفصل القطني، الركبة، والرقبة. وتعتبر أعراض خشونة الظهر من المؤشرات المبكرة التي يجب الانتباه لها لتفادي تطور الحالة في المفاصل الأخرى مثل الركبة، وسوف نذكر الآن الفرق بين بين هذه الأنواع الثلاثة
خشونة الظهر
تصيب خشونة الظهر غالبًا الفقرات القطنية وتؤدي إلى تآكل الغضاريف وتقارب الفقرات مما يحدث ضغطًا على الأعصاب المجاورة، وهذا يؤدي لآلام مزمنة، وتيبس صباحي، وصعوبة في الحركة والانحناء، وقد تتفاقم الحالة عند إهمال العلاج أو الاستمرار في أنشطة تجهد العمود الفقري.
خشونة الركبة
أما خشونة الركبة فتحدث بسبب تآكل الغضاريف التي تغطي أسطح العظام داخل مفصل الركبه مما يسبب احتكاكًا مؤلمًا عند الحركة، ومن أبرز أعراضها الألم أثناء صعود الدرج، أصوات طقطقة بالمفصل، وتيبس بعد الجلوس لفترات طويلة، وتظهر بشكل شائع عند كبار السن أو من يعانون من السمنة أو إصابات سابقة في الركبة.
خشونة الرقبة
مرض خشونة الرقبة يُعد من الحالات التي تصيب الفقرات العنقية، وهو ناتج عن تآكل الغضاريف وفقدان ليونة الفقرات، مما قد يؤدي إلى ضغط على العصب العنقي. يشعر المريض بتيبس وألم يمتد من الرقبة إلى الكتفين وأحيانًا إلى الذراعين، ويصاحب ذلك حركةعدم طبيعية في الرقبة، والتهاب قد يتفاقم مع الوقت، خاصةً عند الجلوس لفترات طويلة أو استخدام الهاتف لفترات مفرطة. خشونة الرقبة تتطلب عناية خاصة لتفادي تطورها وتأثيرها على باقي الجسم.
تشخيص خشونة الظهر
عند ملاحظة أعراض خشونة الظهر ينصح بسرعة التوجه للطبيب المختص لتحديد الحالة بدقة قبل تطورها، ويبدأ التشخيص عادةً بالفحص السريري حيث يقوم الطبيب بمراقبة الحركة، والتحقق من وجود تيبس أو ألم عند الضغط على الفقرات، ثم تطلب فحوصات تصويرية مثل الأشعة السينية التي تظهر مدى تآكل الغضاريف أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم الأنسجة الرخوة والأعصاب ، وفي بعض الحالات يتم إجراء تحاليل دم لاستبعاد التهابات المفاصل الأخرى مثل الروماتويد، ووفقًا لـ Cleveland Clinic فإن التشخيص المبكر يلعب دورًا كبيرًا في تحسين نتائج العلاج وتقليل تطور المضاعفات المصاحبة لـ أعراض خشونة الظهر.

علاج خشونة الظهر بدون جراحة
علاج خشونة الظهر بدون جراحة يتضمن مجموعة من الخيارات التي تهدف إلى تخفيف الألم وتحسين الحركة مع تجنب التدخل الجراحي في الحالات التي تكون فيها الأعراض قابلة للتحسن بالعلاج المحافظ، ومن أولى الخطوات التي ينصح بها الأطباء هي تقليل أعراض خشونة الظهر عبر الراحة وتجنب الأنشطة التي تزيد الألم، كما أن العلاج الطبيعي يعد من أكثر العلاجات فعالية حيث يساعد في تقوية العضلات المحيطة بالعمود الفقري وتحسين مرونته، ومن أبرز طرق علاج آلام أسفل الظهر الغير جراحي ما يلي:
- العلاج الطبيعي والذي يتضمن تمارين لتقوية العضلات وتحسين حركة المفصل.
- الأدوية المسكن وذلك لتخفيف آلام أسفل الظهر والتورم مثل مضادات الالتهابات.
- العلاج بالحرارة أو البرودة وذلك لتخفيف آلام الظهر وتحسين الدورة الدموية.
- الحقن الموضعية مثل حقن الكورتيزون في المنطقة المصابة لتقليل التهاب المفصل.
- التغيرات في نمط الحياة مثل فقدان الوزن وتحسين وضعية الجسم.
العلاج الطبيعي لخشونة الظهر
العلاج الطبيعي يعد من أهم العلاجات غير الجراحية لخشونة الظهر حيث يركز على تحسين القدرة الحركية وتقوية العضلات المحيطة بالعمود الفقري مما يساعد في تخفيف الشعور بالألم وتحسين الأداء اليومي للمريض، ومن خلال جلسات العلاج الطبيعي يمكن التعامل مع أعراض خشونة الظهر بشكل فعال مع استهداف الأسباب الجذرية للمشكلة وليس فقط تخفيف الأعراض، ويعتمد العلاج الطبيعي على تقنيات متعددة تهدف إلى إعادة تأهيل الظهر ومنع تدهور الحالة، ومن افضل طرق العلاج الطبيعي لخشونة الظهر ما يلي:
- تمارين التمدد حيث تساعد في تحسين المرونة للعضلات وتقليل التيبس المرتبط بالخشونة.
- تقوية العضلات وهى تمارين لتقوية العضلات الأساسية حول العمود الفقري وهذا يساعد في تقليل الضغط على الفقرات وبالتالي تقليل آلام أسفل الظهر.
- العلاج بالحرارة أو البرودة وتستخدم لتخفيف آلام أسفل الظهر والتورم الناتج عن الالتهاب.
- التدليك العلاجي ويساعد في تحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر العضلي.
- التوجيه على الوضعية الصحيحة وذلك بتعليم المريض كيفية الجلوس والوقوف بطريقة صحيحة لتقليل الضغط على الظهر.
الوقاية من خشونة الظهر والحفاظ على صحة العمود الفقري
الوقاية من ظهور أعراض خشونة الظهر تبدأ بخطوات بسيطة لكنها فعالة على المدى الطويل وأهمها هي الحفاظ على نمط حياة نشيط ومتوازن، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام بالحفاظ على وزن صحي، وممارسة التمارين التي تعزز من قوة ومرونة عضلات الظهر والبطن، كما يعد الجلوس بوضعيات صحيحة لفترات طويلة وتجنب الانحناء المفاجئ من العوامل الوقائية المهمة، وأيضًا التغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين D تدعم صحة العظام والغضاريف وبالتالي يقلل من خطر الإصابة، وكذلك يجب تجنب حمل الأشياء الثقيلة بطريقة خاطئة أو بدون دعم عضلي كاف، والالتزام بهذه الإرشادات يقيك من تطور أعراض خشونة الظهر ويقلل من آلام أسفل الظهر ويحافظ على صحة العمود الفقري مع التقدم في العمر.

وفي الختام، تعد أعراض خشونة الظهر من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على نمط الحياة اليومية لكن يمكن السيطرة عليها من خلال فهم الأسباب، والالتزام بالعلاج المناسب، واتباع أسلوب حياة صحي، فالتوعية والمتابعة الدورية هما أساس الوقاية والاهتمام المبكر يحميك من تفاقم الحالة مستقبلًا.
الأسئلة الشائعة
ما هي أعراض خشونة الظهر ؟
أعراض خشونة الظهر تشمل آلامًا مزمنة أو متقطعة في أسفل الظهر، تيبسًا في الفقرات خاصة عند الاستيقاظ، صعوبة في الحركة أو الانحناء، تنميلًا أو وخزًا في الأطراف أحيانًا، وضعفًا في مرونة العمود الفقري وقد تزداد آلام أسفل الظهر مع المجهود أو الجلوس لفترات طويلة.
كيف يمكن علاج خشونة الظهر؟
يمكن علاج خشونة الظهر من خلال العلاج الطبيعي، استخدام المسكنات ومضادات الالتهاب، تحسين وضعية الجسم، ممارسة التمارين المناسبة، تقليل الوزن، وتجنب الإجهاد، وفي الحالات المتقدمة قد يوصى بالعلاج الدوائي أو التداخلي تحت إشراف الطبيب.
ما الفرق بين خشونة فقرات الظهر وخشونة مفاصل الركبة؟
خشونة فقرات الظهر تصيب فقرات العمود الفقري وتؤثر على الحركة والمرونة بينما خشونة الركبة تؤثر على مفصل الركبة وتسبب ألمًا وصعوبة في المشي، وكل منهما ناتج عن تآكل الغضاريف لكن يختلف مكان الإصابة والأعراض المصاحبة.
المحتوى على موقع المارستان مُخصص للتوعية فقط، ولا يُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية المتخصصة. يُرجى استشارة طبيب مختص قبل اتخاذ أي قرارات صحية. الموقع غير مسؤول عن أي استخدام غير صحيح للمعلومات الواردة.
صفحة إخلاء المسؤولية الكاملة
المصادر والمراجع
Mayo Clinic
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/back-pain/symptoms-causes/syc-20369906
Cleveland Clinic
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/10351-osteoarthritis-of-the-spine
American Academy of Orthopaedic Surgeons (AAOS)
https://orthoinfo.aaos.org/en/diseases–conditions/back-pain
يخضع المحتوى الطبي في موقعنا لمراجعة دقيقة من قبل أطباء متخصصين للتأكد من دقته وحداثته وفق أحدث الإرشادات الطبية.
تعرف على عملية المراجعة العلمية